العذراء والطفل على العرش

تُمثّل هذه المنحوتة درجة عالية من المهارة في مجال المنحوتات العاجية الإنكليزية، وهي تناقس بكل ندية الصليب العاجي العائد لأديرة القرن الثاني عشر الميلادي الذي تعرضنا إليه سابقًا. وعلى الرغم من قربه الأسلوبي إلى المنحوتات الكاتدرائية فإنّ هذا التمثال صغير الحجم يُعدّ نموذجًا من نوع الصورة الحميمية التي ظهرت عندما كانت الطقوس المسيحية لعبادة العذراء في أوجها في ذلك الزمن. اشتهرت باريس بهذا الصنف من المنحوتات العاجية ولا يوجد منها إلا عدد قليل يُنسب إلى إنكلترا. ويُحتمل أنه جرى استخدام زيت الجوز لتعتيم السطح - كما يوصى بذلك في كتاب «الفنون المختلفة» المحرر في القرن الثاني عشر الميلادي - أو لعلّ لون العاج الداكن ناتج عن التعرض للحرارة الشديدة. ولم يتبقّ إلا جزء من تمثال المسيح الطفل قرب الركبة اليسرى لوالدته.